٥‏/٩‏/٢٠٠٧

كاتبنا و ترويض الروح

هناك كان يسكن كاتبنا المعروف .. كان يكتب ويؤلف .. ينسج كتاباته من الواقع والخيال..يتخيل اشياء كثيره .. كان عجوزا نوعا ما يبلغ من العمر 50 عاما يعيش وحيدا في منزل قديم بعد ان توفت زوجته الحبيبه دون ان تترك له اطفالا ربما ان يكون هذا المنزل الاثري هو منبع خياله الخصب كان يشعر اوقاتا بالملل رغم انه مؤلف يعني يمكن ان يكتب ما يشاء وينهي وقته بالكتابه لكنه بدا ان يشعر ان سنه تقدم وان الكتابه لم تعد تفيده بشيئ وخاصه انه ظهر العديد من الكتاب الشباب الذين سوف يلاقون اعجابا اكثر من الشباب لتقارب الفكر والاجيال لكن ربما ان ملله هذا ناتج انه يعيش ايضا بمفرده .. كان يتمنى ان تكون زوجته معه.. حتى لا يشعر بمثل تلك الوحده والملل الرهيب انه كان يعيش جزء من تخيلاته في الواقع اوقاتا كان يتخيل ان زوجته معه وانه يسافر ويتجول معها ويمرح وانه عاد شاب من جديد لكنه يعود الى واقعه مره اخرى ويدرك ان كل ذلك كان مجرد خيال .. مجرد حلم صغير كان يعيش به عندما كان يكتب ,كان يتمنى ان ما يكتبه يتحقق له , كان يكتب كل ما يتمناه كتب الى زوجته وقال لها اتمنى انك تكوني بجواري .. تسمعي ما اقوله لك وما اكتبه .. اتمنى انك تكوني معي الان ..فجأه وهو يكتب بدا يشعر باشياء غريبه تحدث حوله .. وكأن ما يكتبه يتحقق .. كان ما كان يتمناه يتحقق في تلك اللحظه شعر وكأن يحيطه دفء شخص ما .. كان يدرك انه يتخيل كباقي تخيلاته السابقه لكن تلك المره لم تكون تخيلات بل انه واقع .. بل انه اصبح واقع ملموس في لحظه واحده ادرك انه لم يكن يتخيل .. انه سمع صوتا ايضا .. كيف يكون الصوت خياليا قال ربما يكون شخصا يريد ان يسرق منزلي !!! لكنه تذكر ان منزله قديم جدااا لم يكن به سوى القليل من الاثاث ليجعله فقط مجرد منزل يسكن به ربما تكون تلك الاصوات صوتا لاشباح !!!! انها فعلا شبح يحوم بكاتبنا .. انه منزل قديم ومن المؤكد مسكون باشباح لكن من تكون تلك الاشباح .. ولماذا اختارت كاتبنا هذا بالاخص انه لايعلم ولكنه بالطبع يريد ان يعلم .. انه لغز كيف تظهر له تلك الاشباح كل ما يتذكر امرأته المتوفيه انه فكر مرارا ربما تكون تلك الاشباح هي روح زوجته ربما لماذا لا .. انه كان يتمنى دوما ان يكون مع زوجته .. كان دائما في كتاباته يتمنى انها تؤنس وحدته .. ربما ان الله حقق له تلك الرغبه بدأ يجري وراء تلك الروح التي ظهرت حتى يعرف من هي .. ولماذا هو بالاخص التي ظهرت له بدات تظهر امامه وبدا يسألها من هي ولماذا هو اجابته قائله له انها روح تحبه كثيرا قال لها ان صوتك غريب ليس مألوف بالنسبه لي .. انني بالطبع لم اعرفك قالت كيف لاتعرفني انني زوجتك .. انك كنت تطلب دوما ان اكون معك وانا الان امامك فافعل بي ما تشاءقال لها ان صوتها غريب ليس مالوف لديه فكيف تكون زوجته اجابته بان الارواح تحمل صوتا مختلفا عن البشر المسكين صدقها وعاش معها فتره من العمر لكنه اكتشف ان في خلال تلك الفتره كلما يكتب شيئا يتحقق له على الفور واكتشف ايضا ان تلك الروح غريبه عنه .. لو كانت زوجته كما تزعم هي لكان شعر بها انها زوجته او على الاقل ان تصرفاتها كان ظهر عليها انها زوجته بدأ صراعه الداخلي .. انه كان يتمنى ان زوجته تظهر له من جديد حتى لو كانت شبح ليس يهمه ذلك المهم انه معه لكنه ندم انه طلب ذلك .. انها لم تعد زوجته اللي كان يحبها .. انها شخص غريب عنه .. لم يعرف لماذا شعر بذلك , تلك الروح كانت تسمع كل صراعه الداخلي واجابته على هذا الصراع .. انها ليس زوجته التي هو تزوجها انما هي من تمنت ان تتزوجه انها ظهرت له حتى تنتقم منه .. انها كانت تحبه لكنه فضل عليها انسانه اخرى غير ذلك انه كان السبب في موتها بدا كاتبنا يتذكر .. هناك كانت تسكن بنت جارته في منزله عندما كان شابا .. كانت دائما تلاطفه بالحديث لكنه لم يلتفت اليها .. انه كان يحب زميلته وكان خطيبها مرضت تلك البنت بيوم وطلبت منه ان يتزوجها .. انها لم يتبقى لها سوى ايام قليله بالحياه فكيف انها تموت وتفارقه قالت له ان يتزوجها حتى تسعد باخر ايام لها بالحياه لكنه لم يلبي لها طلبها ذلك .. ومع شده مرضها وحزنها على عدم تزوجها لمن تحب .. اصبحت اسيره للاكتئاب وبذلك اسرع موتها .. انها تعتبر ان كاتبنا هذا هو سبب موتها انها ظهرت له اليوم حتى تنتقم منه .. تجعله يحبها وتفارقه كما فعل بها هي بالامس لكن غرضها لم يكتمل حيث انه لم يحبها لانه ادرك انها لم تكن زوجته التي تمنى انها تعود له ..قررت ان تنتقم منه بشكل اخر .. قررت ان تقتله لكن بعد قتله تجعله ينتقل معها من حيث اتت كان يهرب منها حيث انه علم مخططها لقتله لكن كيف يهرب وهذه روح ستلاحقه بكل مكان تذكر كاتبنا بهذه اللحظه فقط ان كل ما بدا يكتبه بالفتره الماضيه يتحقق له بدا ينتهز تلك الفرصه حتى ينتقم من تلك الروح الشريره بدا يكتب انه لا يريدها ويريد ان تعود من حيث اتت لكنه تفاجئ كتابته تلك لم تحقق .. لماذا لم تحقق كمثيلتها السابقه .. لماذا ما يتمناه الان لم يتحقق .. انه الان في حيره شديده لم يعد يحتمل كل تلك المعاناه انها حقا معاناه بدا يفكر في ماذا يكتب لعله يتحقق له بدا يكتب ان تلك الروح تذهب لعمل شيئا ما وتبدا تشتعل النار بها انه شعر بحراره الان .. يرى النار تشتعل حقا .. تشتعل اكثر واكثر .. بدا يرسم الابتسامه لان ما كتبه بدا يتحقق مره اخرى لكن ابتسامته فجاه تحولت الى حزن شديد وخوف ان النار تقترب من مكتبه الذي يكتب عليه ,يسمع صوت ضحكات شريره حوله.. يرى بعينيه وجه الروح .. انها تزال على قيد الحياه انها لم تحرق مع النيران ..كيف هذا انه كتب ان النار ستحرقها وتجعلها تصعد الى ما اتت منه مازال يسمع الضحكات .. لكن ممزوجه بصوت كريه الى اذنه انها هي .. تلك الروح الشريره .. انه تقول له انها الان انتقمت .. انها جعلت ما يكتبه يؤثر عليه وليس عليها انه هو الان الذي سيموت .. انه هو الذي سيحترق جسده وتصعد روحه وماذا بعد .. كيف يمكنه ان ينقذ نفسه كيف يمكنه ان يجعل التأثير سلبيا ماذا سيحدث له .. ان النار بدات تقترب اكثر واكثر .. انه يشعر بلهيبها القوي ياتي تجاهه انه يشعر انه يحترق .. يحترق بشده .. لماذا يحدث به ذلك .. لماذا انه يعلم الان لماذا حدث ذلك اثناء حريقه بدا يتذكر .. بدأ يعلم انه كان يريد ان يتزوج واحده اخرى على زوجته التي كانت راضيه بحاله هذا .. انه يريد ان يتزوج بفتاه اخرى لمجرد انها لديها المال .. كان لم يخبر زوجته بذلك كان سيتزوج ويمكن ايضا ان ينجب لكن دون ان يعلم زوجته انه ادرك انها ستعتبر خيانه لها الان بدا يعلم انها تحملته كثيرا فلماذا كان يفكر بذلك .. لو على المال فالله سوف يغنيه فلماذا ذلك وماكان سيكون ذنبها تلك المسكينه الاخرى انني احصل على ما اريد اتركها بمفردها انني الان المذنب بحق الجميع انني استحق الحرق فعلا
فجاه تنبه الكاتب على صوت زوجته .. نعم زوجته كان الكاتب يبحر في بحر الخيال .. كان يتخيل موضوعا لقصته القادمه ثم تنبه فقط على صوت زوجته .. التي كانت تساله
ماذا به ولماذا شرد ذهنه كل تلك الفتره انه كانت تنادي عليه من فتره ولم يجيبها.. لم يستطع بالطبع ان يقول لها انه كان يفكر في ان يتزوج واحده اخرى بل اكتفى بان يخبرها بانه كان يفكر في موضوع قصته القادمه ايضا قرر ان يترك كل تفكيره هذا وان لن يتزوج واحده اخرى بل سيعطي وقته فقط لزوجته وكتاباته التي سوف يربح منها الكثير

هناك ٣ تعليقات:

smasem يقول...

حلوه اوى القصه دى بجد رائعه

يعنى انا م تخيلتش انه ممكن يكون غارق فى بحر التفكير

تخيلت فقط انه سيموت من النيران
و لكن........ النهايه غير متوقعه

غير معرف يقول...

قصه جميله اوى اوى اوى

يعنى بدأت انها قصه خياليه
و انتهت بانها قصه واقعيه و سهل حدوثها

بس فى المجمل انها قصه حلوه

همسات ساكنه يقول...

بتمنى يا جماعه تكون عجبتكم القصه وتكون دي ارائكم فعلا مش مجرد مجاملات

اهلا بيكي يا سماسم منوره الموضوع وابقي تعالي مره تانيه بقى